المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعقبات النمو التي تواجهها

استقطع جزء كبير من وقتي في دراسة سوق عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعمل جنبا بجنب مع البعض من تلك المؤسسات في تطبيق سبل الإدارة الحديثة في عدة قطاعات على الصعيد المحلي هنا ببريطانيا وأيضا على صعيد الشرق الأوسط، وبينما هنالك فروق في سوق العمل يتحكم فيها الطلب والعرض تبقي هنالك العديد من المتشابهات والتحديات التي أراها تتكرر بغض النظر عن الرقعة الجغرافية وهذا ما أنا بصدد تسليط الضوء عليه في هذه المقالة.
المحافظة علي مستوي الأرباح المالية
بغض النظر عن القطاع الذي تشتغل به فإن الحفاظ على مستوي الأرباح المالية يبدو بمهمة صعبة لدي العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال ارتفاع حدة المنافسة نتيجة تبني العديد من المؤسسات للتقنيات الرقمية الحديثة ولاسيما في عالم اليوم، ولكن هنالك ثلاث مواضع يمكن العمل عليها للحفاظ على مستوي الأرباح:
- خفض التكاليف
- تقليص مدة قفل الحسابات
- رفع نسبة الإنتاجية
يتعين على المؤسسات وبشكل سنوي النظر إلى عمليات الإنتاج ومراجعة قائمة مزودي الخدمات والمرافق بشكل دوري، لا تتردد في اتخاذ القرارات السريعة لانتقاء الشركاء الأنسب لمؤسستك إذا تطلب منك الأمر ذلك.
مغادرة الكوادر البشرية ذات الكفاءات العالية

تعيين الموظفين الجدد يعد من أكثر القرارات المكلفة ولا سيما للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أولا من الناحية المالية وثانيا من ناحية الاستثمار الفكري والتدريبي في الموظفين الجدد، وبالتالي مغادرة الكوادر البشرية التي قامت المؤسسة بالاستثمار بها يعد مكلفا جدا.
هنالك دلالات قوية بالعديد من الدراسات الحديثة التي تبين أن أحد أكثر أسباب مغادرة الموظفين للمؤسسات هو عدم الشعور بالتقدير من قبل الإدارة العليا بالإضافة إلى تدهور علاقات العمل مع المدير المباشر مما يجبر الأفراد على مغادرة المؤسسة.
إذا كنت في منصب إداري أو ترأس إدارة الأقسام والموظفين احرص على تنمية بيئة صحية تستوعب أراء الموظفين وتأخذ الأفكار الإبداعية بعين الحسبان، كما احرص على دعم الشفافية في العمل ومراجعة أداء الإدارة الوسطي أو Middle Management وواجبهم الإداري اتجاه الأفراد المعنيين بتطوير مهاراتهم.
عزوف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن تبني واحتضان التقنيات التكنولوجية الحديثة
بينما قامت العديد من المؤسسات بمواكبة التطور التقني في مجال استخدام البرمجيات الحديثة فإنه لايزال هنالك العديد من الشركات التي لا تزال تستخدم برمجيات قديمة مر عليها الزمان ولم تعد تقدم تلك الفائدة المرجوة منها إذا ما قورنت بما يتم استخدامه في عالم اليوم.
البعض من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تبرر عدم تبنيها للبرمجيات الحديثة بعدم حاجتها لها دون اجراء حصر استبياني لسوق العمل ومعرفة مدي مواكبة المؤسسات المنافسة لهذه التقنيات، الخطر الذي تقع به المؤسسات هنا هو تغير وجهة نظر الزبائن اتجاهها واعتبارها متأخرة وغير مواكبة، هل زرت موقع أحد المؤسسات مؤخرا عبر هاتفك الذكي وواجهتك صعوبة في تصفح الموقع لعدم توافقه مع حجم الشاشة؟ أعتقد أنك تدرك ما أقصده هنا.
تبني التقنيات الحديثة ليس مكلفا كما يعتقده البعض، قم بدراسة السوق لفهم احتياجاتك وابحث عن التقنيات التي تتخصص في تزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فهنالك العديد من المزودين ولجميع الميزانيات، تطوير البنية التقنية للمؤسسات هو استثمار طويل الأمد يعود بالأرباح وليس تكلفة مالية لا طائل لها (تغيير وجهة النظر) وابدأ بدارسة احتياجات مؤسستك التقنية في سوق العمل اليوم.
هذه عينة بسيطة من تلك التحديات التي عاينتها، هل واجهتك مثل هذه التحديات أو تواجهك تحديات أخري؟ شاركنا رأيك في قسم التعليقات بالأسفل.
أتمنى لك ولمؤسستك النجاح فيما تقدمه.