كفاءات رقمية بمتناول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

إن قدرة المؤسسات علي مواصلة العطاء والبقاء لفترة أطول بسوق العمل وخاصة في هذا العصر الرقمي لم يعد مرتكزا فقط علي توفر الزبائن والسيولة المالية بل علي تبني واستخدام التقنيات الرقمية المتاحة اليوم لتزويد الخدمات والمنتجات بالشكل الذي يتوقعه زبون اليوم، بمعني أخر أن تكون للمؤسسة بصمة رقمية علي الانترنت تميزها عن غيرها.
ولكن استخدام التقنيات الحديثة لم يعد حكرا علي المؤسسات الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة، كثرة المنافسة في مجال التطبيقات الرقمية أدت إلي انخفاض أسعار التقنيات الرقمية الحديثة كما ساعدت في دفع العديد من مزودي الخدمات الرقمية للتركيز علي شريحة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقط وذلك لحسن حظ أصحاب مثل تلك المؤسسات.
هنالك العديد من الدراسات التي تأكد أن ما يعادل %80 من المؤسسات الناشئة لا تتعدي عمر الخمس سنوات قبل أن تعلن الإفلاس ويتم تغيير المشروع نحو اتجاه أخر تماما أو غلق باب المتاجرة بسبب خسارة رأس المال.
من تجربتي بالعمل الاستشاري مع مثل هذا الحجم من المؤسسات فإني لاطالما أري ضعف البنية الرقمية أحد تلك الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلي تدهور الأوضاع المالية للمؤسسة (طبعا بجانب العديد من العوامل الأخري) وفي أغلب الأحيان كان بمقدور مثل تلك المؤسسات تجنب مثل هذه المشاكل من خلال توظيف الكفاءات الرقمية المتاحة اليوم.
تواجد المؤسسات علي الانترنت
أحد أول الأمور البديهية والتي لاتزال العديد من الشركات الصغيرة (مثل المحلات) تسهي عن انجازها هو إنشاء موقع الكتروني في أبسط صوره حتي تصبح للمؤسسة بصمة رقمية يمكن من خلال تشهير المؤسسة والدفع بخدماتها ومنتجاتها تحت الضوء حتي يتم التعرف عليها من قبل المستهلكين الجدد وأيضا تعريف المستهلك الحالي بمعلومات أخري فد تساعدهم في تحديد الخيار الأنسب لاحتياجاهم.
الخطوة التالية التي تلي ذلك هو خدمات البيع والحجز عبر الموقع، هنالك العديد من مزودي الخدمات الرقمية الذي يتيح لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تنصيب منصاب بيع وشراء دون الحاجة للدراية بمهارات البرمجة والتصميم، ما هو الحال مع موقع WordPress, WIX و أيضا Shopfy.
الشي الأخر الذي يمكن اخذه بالاعتبار هو تنصيب برامج التحليل والمتابعة لمعرفة طبيعة تعامل الزوار مع صفحات المنتجات وبالتالي مساعدة أصحاب العمل علي عرض منتجات ذات صلة، كما يمكن لهذا النوع من البرامج الرقمية توقع حجم المبيعات مما يساعد علي تخطيط الميزانيات العامة وإدارة المخازن بشكل أفضل وبناء علي البيانات الحسابية عوضا عن التوقعات الافتراضية.
معرفة الزبون هو الحل
قد تختلف المؤسسات في أحجامها ولكنها تتفق جميعها حول مفهوم واحد، تواجد الزبائن هو الحل الوحيد لاستمرارية العمل وتبادل البيع والشراء، بالتالي لاغني عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من فهم الزبون بشكل وأبعاد تختلف عن الأسلوب التقليدي، علاقة الزبون بأي علامة تجارية في عالم اليوم لها بعدين هما البعد الرقمي (اي علي الانترنت) والبعد الاعتيادي (عبر زيارة المحل والتعامل المباشر مع الشركة).
غياب البعد الرقمي يعني ضعف علاقة الزبون مع علامتك التجارية، علي المؤسسات التي تسعي لتحسين دخلها من فهم ذلك، زبون اليوم يقوم بمقارنة أي شي يتم شرائه عبر مراجعات الانترنت علي Google وغيرها من المواقع الأخري، بالتالي فإن سمعة المنتجات والخدمات أصحب اليوم علي المحك، إذا لم تكن لديك سمعة علي الانترنت (سمعة جيدة) فالزبون سيذهب الي العلامة التجارية التي نالت أكثر قدر من المراجعات أو علي الاقل تم سدلها علي الانترنت.
البعد الأخري هو توافق مواقع المؤسسات مع أجهزة الهواتف الذكية بحيث يسهل مطالعة المعلومات المتواجدة علي الانترنت من خلال شاشات الهاتف النقال أو كما يعرف في مجال تقنية المعلومات بمفهوم Mobile Friendly وهذه أحد المواضع التي تفشل العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في توظيفها بالشكل الصحيح وذلك خطر جدا.
من قرابة أكثر من خمسة سنوات ماضية فإن شركة Google قامت بوضع قوانين جديد لفهرسة نتائج محركات البحث بحيث أن جميع نتائج البحث التي تظهر علي الانترنت يتعين عليها أن تكون مواقع تأخذ بعين الاعتبار حجم الشاشات الصغيرة وتقوم بتغيير خصائص الصفحة واشكلها العام حتي تلائم حاجة الزبون للقراءة بشكل سهل ومبسط.
في خلاصة القول فإنه يتعين علي المؤسسات التي تسعي لفرض سيطرتها وتوسيع رقعة سوقها أن تتبني مثل هذه التقنيات الرقمية في صميم اهتمامها السنوي وتسعي بشكل دوري علي تحسين ورفع أداء البنية الرقمية حتي تظهر الشركة بالمنظور الذي يتوقعه المستهلك الرقمي في عالم اليوم.
Tag:رقميات
2 Comments
فعلا نحتاج التقنيات الرقميه في السوق العمل
نلاحظ التقنية الرقمية مع الادارةمعا سيكون الانتاج أفضل في سوق العمل.
الشركات او المشاريع المغامرة لا سيما التي يدرها اصحب خبره ودراية في حقل العمل او بيئة مضطربة تكون اكثر قدرة على البقاء في الاسواق بسبب الاستباقية في العمل وكذلك تحملها للمخاطر (المخاطر المدروسة) … وهنا يمكن الوصول لهذه المشاريع الى الريادية.