أهم ثلاث مهام يتعين علي صاحب المنتج القيام بها في إطار عمل سكرم

عندما نتحدث عن صاحب المنتج أو Product Owner فإننا نتحدث عن أحد الوظائف الرئيسية التي تنص عليها منهجية إطار العمل سكرم، هذا الدور هو حلقة الوصل مابين فريق السكرم وباقي المؤسسة فهو يشرف علي ترجمة متطلبات المنتج إلي فريق المبرمجين بشكل يمكن تطويره إلي منتجات تخدم المؤسسة بحسب الحاجات الاستراتيجية لها
نضوج المؤسسات المهنية من حيث فهمها لمنهجيات الأجايل المختلفة يلعب دورا كبيرا في نضوج هذا الدور واستغلال وظيفته بالشكل الذي تنص عليه قواعد سكرم كما يقر بها المنهج، وبالتالي تجد مسؤوليات الأفراد الذين يقومون بهذه الوظيفة تتفاوت من مؤسسة إلي مؤسسة أخري، بل أحيانا يسأل أحدنا نفسه هل يجوز إطلاق المسمي الموظيفي صاحب المنتج علي بعض ممن يرتدون هذا الزي؟
بيئة العمل وفهم المؤسسة لوظائف سكرم هي عنصر أساسي والحجر الأول لنجاح العديد من هذه المنهجيات، وبالتالي بينما قد نستطيع أحيانا التغاضي عن بعض التداخلات فيما بين الأدوار المختلفة فإنه هنالك بعض المهام التي من دونها فإنه يصعب علي صاحب المنتج القيام بمهامه كما يتعين عليه وبالتالي التأثير علي المستوي العام لأداء فريق السكرم
هنالك أربعة مهام رئيسية علي صاحب المنتج القيام بها لضمان تحقيق المطلوب منه تجاه المؤسسة وتجاه فريق السكرم وقد قمت بتسليط الضوء عليها في هذه المقالة فدعونا نبدأ بالمهمة الأولي

تخطيط الرؤيا المستقبلية للمنتج
المؤسسات المتقدمة في فهمها لإطار عمل سكرم تكون مبنية علي هيكل منتجي، المقصود بذلك هو أن فرق العمل تكون مقسمة وموزعة بشكل يحتوي المنتجات الموجودة بداخل المؤسسة وليس مقسمة بمفهوم الأقسام المتعارف عليه كثيرا اليوم
بالتالي فإن المسؤول عن تطوير المنتج تقع علي عاتقه مسؤولية الدفاع عن مستقبل هذا المنتج وتحديد دوره في خارطة الطريق لدي المؤسسة، مثل هذه الوظيفة لا يستطيع سوي صحاب المنتج القيام بها ولا تحق إلا لفرد واحد فقط إلا باستثناء المنتجات (سواء رقمية أو غيرها) هائلة الحجم حيث تغلب في تلك الأحيان تقسيم المنتج بين عدد من الأفراد حيث يصبح كل فرد مسؤول عن ميزة واحدة (أو أكثر) من مزايا المنتج الذي يتم تطوير
مثال ذلك هو أن يمتلك فرد واحد ميزة البحث بداخل أحد التطبيقات هائلة الحجم (مثلا خرائط جوجل) ويكون مسؤول عن تطوير اللوغارثميات وإمكانيات الحصول علي نتائج البحث وما إلي ذلك

إدارة وتنظيم ميزات المنتج الجديد
دور صاحب المنتج لا يقف عند تحديد الرؤيا المستقبلية فحسب بل إلي إدارة وتنظيم وإعداد ماسيتم العمل عليه خلال مدة عمر المنتج وهذا مايميز صاحب المنتج المتمرس من غيره، فمثل هذه الوظيفة تحتاج الإلمام بعدة أمور متعلقة بتطوير المنتجات لاسيم الرقمية منها حتي يكتب للمنتج النجاح في سوق العمل.
لا تنسي أن صاحب المنتج هو الشخص المسؤول عن التواصل مع الأقسام المختلفة بداخل المؤسسة كما بينا سابقا والتالي فهو في أحسن وضعية لفهم أولويات المؤسسة ومن ثم العمل علي تطوير ميزات جديدة تخدم النظرة المستقبلية للمؤسسة بسوق العمل.
بالتالي هذا الدور لايمكن أن يلعبه أي فرد أخر بداخل إطار عمل سكرم فهو حكري علي من يمارس هذه السلطة، يشار هنا أن مثل هذه المسؤولية تجعل متطلبات هذه الوظيفة ذات صقف عالي فهي تحتاج لخبرة في العمل وخاصة عند تطوير المنتجات المعقدة ذات الطابع التنافسي العالي عوضا عن المنتجات البسيطة الأخري.

اتخاذ القرارات المتعلقة بإطلاق المنتج والتحديثات المستقبلية
من البديهي الأن تخمين ذلك أليس كذلك؟ ولكن تجد في العديد من المؤسسات أن من يشرفون علي إطلاق السلع والمنتجات الجديدة بالسوق ليست لديهم علاقة وطيدة بذلك المنتج ويعوزذلك لنمط الإدارة التقليدي حيث يلعب السلم الوظيفي الدور الأول والأخير في تحديد المسؤوليات عوضا عن ماتفرضه متطلبات العمل الحقيقية.
صاحب المنتج هو الشخص الوحيد المخول بتحديد مواعيد إطلاق المنتج والتحديثات المتعلقة به وهنالك سبب أخر لهذه الخصوصية ألا وهي أن صاحب المنتج ملم بحاجة المستهلك والتوقيت المناسب لوضع السلعة صوب عين المستهلك، كما هو القول السائد (أتت في المكان المناسب والوقت المناسب!) الأمرالذي يضمن تحقيق أفضل عوائد ربحية من جراء الاستثمار الذي تم وضعه صوب تطوير المنتج.
وظيفة صاحب المنتج من الوظائف الحساسة بالإدارات الحديثة وخاصة في منهجيات الأجايل وسكرم بالتحديد، وبالتالي فإن الإلمام بالمهام الرئيسية التي يتعين علي صاحب الوظيفة القيام بها هي الخطوة الأولي نحو النجاح في هذا المجال.